الخميس، 17 ماي 2012

انتحار فرنسي بتيفلت بعد علمه بإصابته بالسرطان

شاع خبر وجود جثة فرنسي في أحد المنازل بمدينة تيفلت لدى الجميع، وكثرت تفسيرات وتأويلات المواطنين وجيران زوجته المغربية، حول الأسباب التي أدت به إلى الإقدام على فعلته، حيث ذهبت تخمينات البعض إلى كون الزوجة وجهت إليه طعنات قاتلة في غفلة منه بعدما وجدته رفقة إحدى بنات الحي في وضعية مخلة، وهناك من ذهب إلى أبعد حد في تفكيره واستباقه لتفاصيل الحدث، عندما ادعى أن الفرنسي وجد زوجته في أحضان أحد الأشخاص وهو الأمر الذي أدى به إلى الدخول في نقاش حاد معهما أسفر عن مقتله. لكن مجريات البحث والتحقيق الذي باشرته العناصر الأمنية بالمدينة، فندت تلك الأخبار والإشاعات ووقفت على حقيقة الأمر، خاصة بعد العثور على رسائل مكتوبة بخط يده يشرح فيها أسباب إقدامه على الانتحار بعد علمه بأنه مصاب بالداء الخبيث.
تناول كمية كبيرة من العقاقير الطبية والخمر في آن واحد
أقدم المسمى شارل ريدز، وهو مواطن فرنسي الجنسية إعتنق الإسلام، على وضع حد لحياته بعد تناوله كمية كبيرة  من العقاقير الطبية والخمر في آن واحد،
مما شكل له مضاعفات أدت إلى وفاته بداخل المنزل الذي يقطن به رفقة زوجته المغربية التي أنجبت له طفلا يبلغ من العمر حوالي 30 شهر و الحامل بأخر.
وقد وجدت زوجته جثثه طريحة الفراش الزوجية، لتقوم  بإخبار رجال الأمن الوطني الذين حلوا بعين المكان بحي النهضة بمدينة تيفلت رفقة عناصر مسح مسرح الجريمة التابعين للأمن الإقليمي بالخميسات إضافة إلى نائب وكيل الملك بمركزية تيفلت والمسؤولين المحليين.
رسائل بخط يده
ترك الفرنسي، الذي أحب المغرب كثيرا و البالغ من العمر 52 سنة مهنته جزار و المقيم في المغرب، مجموعة من الرسائل التي كتبها بخظ يديه باللغة الفرنسية بجانبه، و الموجهة إلى زوجته ة أقربائه، تتضمن عبارات الحب لزوجته و الإمتنان لإبنه والولاء للإسلام و المسلمين، إضافة إلى عبارات التذمر و اليأس من الحياة. وهو الأمر الذي حتم على المحققين الذين كانو مرفقين بعناصر مسح مسرح الجريمة، عدم إلصاق تهمة إنتحاره أو مقتله بأي كان، خاصة ان الفرنسي كان محبوبا داخل الحي الذي كان يقظن فيه رفقة زوجته وكانت أخلاقه طيبة مع الجميع بحكم عشقه وحبه للمغرب الذي إستقر به.
و إعتبر المحققون أن تلك الرسائل التي وجدت داخل غرفة النوم وبجوار السرير الطي كان نائما عليه، ساعدتهم كثيرا في فك لغز إقدامه على الإنتحار وهو الذي كان يعيش حياة سعيدة مع الزوحة و أسرتها الصغيرة وكل من تعرف عليهم مند إستقراره بالمغرب
الداء الخبيث
مكنت التحريات المكثفة و التحقيقات التي أجريت وقتئذ، من معرفة الأسباب الحقيقية لقيامه بهذا الفعل، وهو علمه يومين قبل وفاته، أن حالته الصحية متدهورة جدا، خاصة بعد إجراء الفحوصات حول الرئتين و إخباره من طرف الطبيب بإصابته بالسرطان وهو ما دفعه إلى تناول كمية كبيرة من العقاقير الطبية التي وجدت قرب جثته، و التي كانت سببا مباشرا في وفاته، ليتم نقل جثته بعد إتخاذ الإجراءات القانونية في هذا الإطار إلى مستودع الأموات بالمستشفى المحلي بتيفلت بغرض إجراء التشريح الطبي، خبر الإصابة بالسرطان أدخله في حالة يأس وتشاؤم وعزلة عن أثاربه و زوجته، فقرر وضع حد لحياته بتناول كمية كبيرة من العقاقير مرفوقة بكوؤوس الخمر.
تصريحات الزوجة
لم تتمالك زوجته المغربية و التي أنجبت منه طفلا وكانت حاملا بأخر نفسها، بعد تأثرها بما وقع لزوجها الذي قالت عنه خلال الإدلاء بتصريحاتها، أنه كان كيبا ويتعامل معها بكل إحترام ومودة، ونظرا لعشقه وحبه للمغرب فقد سبق و أوصاها بدفن جثنه بقبور المسلمين.
الهالك ” شارل ريدز ” وحسب إفادات وتصريحات العديد ممن ترطهم به علاقة صداقة أو ما شابه ذلك، أكدو أن الضحية كانت له طباع جيدة مع الجميع و أن ما وقع له، خلف حزنا عميقا في نفوس معارفه وكل من تعرف عليه من قريب أو بعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق