الخميس، 24 ماي 2012

روائح كريهة بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بالخميسات


khemisset city
يعيش المستشفى الإقليمي لمدينة الخميسات هذه الأيام، أزمة أقل ما يقال عنها أنها كارثية، حيث عاين العديد من مرتادو المستشفى روائح نتنة وجد كريهة تنبعث من مستودع الأموات(la morgue) ، المتواجد بداخل المستشفى والتابع للمجلس البلدي للمدينة، بسبب تردي آلات التبريد " الفريكوات" المخصص لحفظ الجثث، ونتيجة الأعطاب المتكررة وغياب الصيانة وتقادم الأجهزة المخصصة لذلك، والأدهى من ذلك أن هناك جثثا أخرى لم تجد مكانا لها داخل جهاز التبريد «المهترئ» بحكم ضعف الطاقة الاستيعابية المخصصة لحفظ الجثث (4 آلات تبريد فردية) للمستشفى المذكور. 
 وما زاد الأمر تعقيدا هو وجود جثة مرت على إيداعها جهاز التبريد داخل المستودع ما يزيد عن شهر، مما يفرض تلفيف الجثة بأكياس بلاستيكية عدة لتفادي انبعاث الروائح الكريهة، خصوصا وأن المستودع قريب جدا من جناح المرضى ومن مسجد المستشفى، مما يضطر معه المصلين إلى وضع أياديهم على أنوفهم عوض وضعها على صدورهم من شدة الروائح الكريهة التي تفوح من نوافذ مستودع الأموات بسبب الحرارة المفرطة التي اجتاحت مدينة الخميسات بداية شهر ماي. وقد قالت إحدى العائلات ل"رسالة الأمة"، أثناء زيارتها لمستودع الأموات في المركز الاستشفائي بالخميسات إنها أتت من أجل استيلام فرد من عائلتها، لكنها اصطدمت بالروائح الكريهة التي تزكم الأنوف والتي منعتها من الدخول إلى المستودع بالإضافة إلى تراكم الأتربة نتيجة أشغال ترميم داخل المستشفى.

وأوضح المصدر ذاته أنه من غير المعقول ألا يتوفر مستشفى في حجم إقليم الخميسات على مستودع مجهز لحفظ كرامة الأموات ووقاية للساكنة، مطالبين تدخل الجهات المسؤولة لمعالجة هذا الأمر الذي يتنافى مع الأعراف الدينية والمواثيق الدولية، وكذا التشريع المغربي الذي يحث على حرمة الأموات وحقوق الناس. 

هذا وقد أكد مصدر من داخل المستشفى أن هذا الواقع قائم منذ مدة، ويعزو ذات المصدر هذه الكارثة البيئية والأخلاقية إلى كون المبردات التي يوضع فيها الأموات في انتظار دفنهم لا تعمل بشكل المطلوب. وأصبح مجموعة من العاملين يخشون الذهاب إلى المستودع، حيث برر السلوك بعدم القدرة على استنشاق الرائحة الكريهة وغير المقبولة التي تسود المكان.

 فهل ستتحرك وزارة الصحة ومعها مصالحها الجهوية والإقليمية والمجلس البلدي للمدينة بتوفير آليات التبريد اللازمة وذات الجودة العالية وتعويض المحركات المعطلة، أو لما لا التفكير في بناء مستودع جديد للأموات بمواصفات صحية عالية خارج المدينة وبعيدا عن السكان مع تجهيزه، إكراما للموتى الذين من الصعب الاقتراب من جـثثهم المتعفنة نظرا للرائحة الكريهة التي تنبعث منها. ألم تستوعب المصالح المعنية بعد ما يترتب عن هذه الوضعية من نتائج سلبية على صحة المواطن؟ وما تخلفه من احتقان وغضب واستياء ومس بأهم حقوق المواطنة التي هي الحق في بيئة سليمة والحق في الصحة والعيش الكريم... أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة واستجابة من الجهات المعنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق