الثلاثاء، 15 ماي 2012

المغرب يتجه نحو الاكتفاء الذاتي من السكر


أكد الكاتب العام للفدرالية البيمهنية المغربية للسكر خالد بنشقرون٬ أن الفاعلين في قطاع إنتاج السكر بالمغرب يتطلعون الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة٬ وذلك من خلال الرفع من القدرة الصناعية والإنتاجية والمردودية للقطاع.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش المؤتمر ال33 للجمعية العالمية لمنتجي الشمندر وقصب السكر٬ الذي اختتم أشغاله اليوم الثلاثاء بمراكش٬ أن الإنتاج الوطني لا يغطي سوى 40 في المائة من حاجيات الاستهلاك الوطني من مادة السكر بحيث يتم استيراد السكر الخام من البرازيل (أكبر مصدر لهذه المادة على المستوى العالمي) ويتم تكريره بمعامل الدار البيضاء.
وأكد في هذا الصدد أن البرامج الحكومية والبيمهنية المتعلقة بتطوير قطاع إنتاج السكر لا تتعلق فقط بتوسيع المساحات المزروعة من الشمندر والقصب السكري بل تهم أيضا تحسين مستوى مادة السكر بالضيعات الفلاحية٬ الذي وصل لحد الآن إلى تسعة أطنان بالهكتار الواحد٬ في أفق تحقيق 12 طنا في الهكتار (كان الإنتاج من قبل يتراوح ما بين 5 الى 6 طنا بالهكتار).
ولبلوغ هذا الهدف٬ يضيف بنشقرون٬ الذي يشغل أيضا منصب مدير القطاع الفلاحي بشركة "كوزيمار"٬ فقد تم إنجاز عدة استثمارات وأدخلت تقنيات جديدة في الإنتاج كالمكننة واستعمال نوع جديد من البذور٬ في حين " نتجه نحو ترشيد استعمال الموارد المائية المتعلقة بهذا القطاع من خلال السقي الموضعي والرش الاقتصادي".
وأشار بنشقرون في هذا السياق٬ إلى أن المساحة المزروعة من الشمندر السكري وقصب السكر تصل الى 70 ألف هكتار على المستوى الوطني بخمسة أحواض فلاحية وهي اللوكوس٬ وملوية٬ والغرب٬ وتادلة٬ ودكالة٬ ضمنها 50 ألف هكتارا خاصا بالشمندر السكري.
وبخصوص القطاع الصناعي٬ يضيف بنشقرون٬ عملت شركة "كوزيمار" على استثمار ما قدره خمسة ملايير درهم لتطوير قطاع إنتاج وتصنيع السكر شمل جميع المؤسسات السكرية المتواجدة بخمس جهات بالمملكة٬ وهم هذا الاستثمار تأهيل ومكننة القطاع وتوسيع الطاقة الاستيعابية ومعالجة الشمندر السكري٬ بحيث ستساهم في الرفع من الانتاجية والمردودية وتغطية حاجيات المملكة من مادة السكر مستقبلا.
ودعا في هذا السياق٬ المنتجين الى استعمال البذور المختارة ذات النواة الواحدة واللجوء إلى السقي الموضعي وترشيد طرق العمل التقنية بخصوص القلع ونقل المنتوج من الحقل الى المصنع ومحاربة الحشرات الضارة٬ ملاحظا أنه بالرغم من تراجع المساحات المزروعة من الشمندر وقصب السكر نظرا لعدة عوامل طبيعية كالجفاف والفيضانات التي عرفتها بعض المناطق التي تهتم بقطاع إنتاج الشمندر السكري وقصب السكر٬ فإن هذا القطاع يعرف تطورا ملموسا بشكل مستمر.
كما طالب الجهات المعنية وشركاء القطاع وجمعيات مهنيي قطاع إنتاج الشمندر السكري وقصب السكر إلى بذل المزيد من الجهود على المستوى الفلاحي أيضا لتحسين المردودية والإنتاجية لبلوغ هدف الاكتفاء الذاتي.
وبعد الإشارة إلى الأهمية الكبرى التي يحتلها هذا القطاع في التنمية السوسيو- اقتصادية٬ أكد المسؤول أن هذا اللقاء٬ الذي ينعقد لأول مرة بالمغرب٬ يندرج ضمن البرامج الطموحة التي سطرتها الجمعية البيمهنية لمواكبة الاتفاقيات التي وقعتها مع الحكومة الرامية الى تحسين مدخول ومؤشرات القطاع الفلاحي والصناعي الخاص بالسكر وتحسين مستوى تغطية حاجيات المملكة من السكر.
ونوه من جانب آخر بالدعم المتواصل الذي تقدمه الوزارة المعنية من خلال صندوق الدعم الفلاحي الخاص بالبذور والآليات الفلاحية والمساهمة الفعلية لشركة "كوزيمار" التي تعمل جاهدة للتخفيف من عبئ الفلاحين الذين يتعرضون من حين لآخر لبعض الاكراهات الطبيعية كالجفاف والفيضانات.
وناقش المؤتمرون خلال هذا الملتقى (ما بين 14 و16 يونيو الجاري) الذي نظم من قبل الجمعية العالمية لمنتجي الشمندر وقصب السكر والفدرالية البيمهنية المغربية للسكر٬ مواضيع رئيسية همت مستقبل هذه السلسلة الإنتاجية والمرتبطة بالخصوص "بالأسواق العالمية للسكر والإيثانول" و" إنتاجية قصب السكر والشمندر السكري"و"تنويع الأسواق".
ومثلت وفود 29 بلدا المشاركة في هذا الملتقى العالمي قرابة خمسة ملايين مزارع لقصب السكر وأزيد من 650 ألف مزارع للشمندر السكري عبر العالم.
وشكل هذا اللقاء فرصة سانحة للفدرالية البيمهنية المغربية للسكر ولممثلي المنظمات الدولية لمنتجي الشمندر وقصب السكر لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الفاعلين الدوليين وفرصة للمساهمة الفعلية في تعزيز الشراكة والتعاون الدولي في هذا المجال.
يشار إلى أنه نظرا للدور الاستراتيجي الذي يضطلع به هذا القطاع في التنمية السوسيو- اقتصادية بالمغرب فإن السلسلة الإنتاجية للسكر بالمغرب حظيت باهتمام كبير واستثمارات هامة من قبل الدولة وكذا القطاع الخاص? حيث شملت المستويين الفلاحي والصناعي وساهمت في تنمية وتطوير هذه السلسلة.
وعلى هامش هذا اللقاء٬ نظمت زيارة ميدانية وتقنية لمنطقة تادلة لإعطاء صورة واضحة عن سلسلة نموذجية لتجميع الشمندر وقصب السكر بالمغرب والتي ترافق حوالي 80 ألف من المنتجين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق