الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

إسرائيل تنتقد زيارة أمير قطر لقطاع غزة

انتقدت الخارجية الإسرائيلية الزيارة التي يقوم بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة، وقالت إنه "ألقى بالسلام تحت عجلات الحافلة" وإن الزيارة تعد تدخلا في الخلافات الفلسطينية الداخلية. وغطت صحف إسرائيلية الزيارة التي اعتبرتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كسرا للحصار.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المتحدث باسم الخارجية ييغال بالمور القول إن أمير قطر "ألقى بالسلام تحت عجلات الحافلة من خلال قراره دعم منظمة إرهابية تنغص حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء" في إشارة إلى حركة حماس التي تسيطر على القطاع.
وأعرب بالمور عن "استغرابه" لكون الشيخ حمد "قد اختار أحد الطرفين في النزاع الفلسطيني الداخلي وقرر دعم المتطرفين الذين ينادون بالعنف".
وعقبت الخارجية الإسرائيلية في بيان على زيارة أمير قطر إلى القطاع بالقول إنه من الغريب أن يتدخل في الصراع الفلسطيني ويختار منح دعمه لحماس بالذات، وهو ينضم بذلك إلى "معسكر المتطرفين العنيفين".
وأضاف بيان الخارجية الإسرائيلية أن هذه الزيارة تمس باحتمالات إخراج غزة في أي وقت من الوحل، وبذلك تكون قطر قد ألقت السلام تحت عجلات الحافلة.
وكان الشيخ حمد قد بدأ اليوم زيارة لغزة هي الأولى لزعيم عربي للقطاع الخاضع لحصار إسرائيلي منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006، وسيطرتها على القطاع عقب اقتتال مع حرة فتح منتصف 2007، كما أنها الثانية له للقطاع بعدما زاره عام 1999 واستقبله حينها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكانت حينها أول زيارة من نوعها لزعيم عربي بهذا المستوى منذ 1967.

خاوف السلطة
وفي هذا السياق، اهتمت صحف إسرائيلية بزيارة الشيخ حمد بن خليفة لقطاع غزة، وأشارت في تغطيتها الخبرية إلى أن حماس تعتبرها كسرا للحصار، وأبرزت مخاوف السلطة الوطنية الفلسطينية من نتائج هذه الزيارة، كما أشارت إلى انتقادات إسرائيلية.
وتحت عنوان "زعيم حماس" يشيد بكسر أمير قطر حصار غزة، وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الحفاوة التي استقبل بها أمير قطر في القطاع، وذكرت بأنه أول رئيس دولة يزور القطاع منذ ما سمته "انقلاب" حماس هناك عام 2007.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية قال للأمير إن زيارته قد كسرت "حصارا اقتصاديا وسياسيا على قطاع غزة يفرضه عدو قاس يريد به إخضاع الفلسطيني".
وقالت الصحيفة إن هنية سيسمي البلدية الجديدة باسم الشيخ حمد بن خليفة، مشيرة إلى أن هذا الأخير عبر من مصر إلى القطاع يحمل مشاريع بقيمة 250 مليون دولار.
وعرجت الصحيفة على السلطة الفلسطينية التي قالت إن لديها مخاوف من أن تقوض هذه الزيارة الجهود الرامية إلى إعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، أو أن تكرس انفصال الأراضي الفلسطينية.
ومن جهة أخرى تطرقت إلى انتقاد المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية الذي قال إنه "من المذهل أن تقف قطر مع الجانبين" مشيرا إلى أن الأمير "لم يشرف السلطة الفلسطينية بالزيارة".
أما صحيفة جيروزاليم بوست فقد أبرزت مخاوف السلطة الفلسطينية من أن الزيارة التي قام بها أمير قطر للقطاع ستدعم مكانة حماس في صفوف الفلسطينيين، وربما أيضا في الساحات العربية والإسلامية والدولية.
وقالت الصحيفة إن غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استقبال الأمير يعد ضربة قاسية لادعائه بأنه هو الزعيم الشرعي والمنتخب للفلسطينيين، وقالت إنه رحب بالزيارة علنا، ولكن مساعديه لقوا خيبة أمل كبيرة بسببها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق