مرة أخرى، لم تخل محاكمة "الكولونيل المزو" من مفاجآت جديدة، فبعدما رفض في جلسات محاكمته السابقة الإشارة إلى الجهات التي يتعامل معها بداعي أنها تدخل ضمن أسرار الدولة، وأن البوح يتطلب طلبا قضائيا، عمد المتهم، الذي كان مؤازرا بثلاثين محاميا في الجلسة التي انعقدت أول أمس، إلى الإدلاء بصور تظهره رفقة عدد من الجنرالات المغاربة والأجانب.
والى ذلك كشف الصحافي الذي تم الاستماع إليه كشاهد خلال الجلسة، التي دامت لأزيد من خمس ساعات، جانبا آخر من سلوكات المتهم، واقر الشاهد انه سبق ان رافق "الكولونيل المزور" في سيارة من النوع الممتاز في موكب رسمي، يضم عددا من السيارات على متنها مسؤولين من نوع خاص من الجيش المغربي والجيش البرتغالي، الذي توجه إلى القاعدة الجوية بسلا، وقال الشاهد أن الوفد كانت تتقدمه دراجة نارية تابعة للدرك الملكي تكلفت بضمان السير العادي للوفد كما أشار إلى أن المتهم كان يتلقى التحية من مختلف الأجهزة الأمنية.
وجريا على عادته ظل المتهم يسترسل في احتجاجاته حيث كان يطالب بين الفينة والأخرى بتوفير محاكمة عادلة له، وأكد للمحكمة انه حاصل على شهادة الماستر وسبق له أن قدم خدمات لجامعة محمد الخامس تلقى عليها رسالة شكر من رئيسها. وبعد إصرار المتهم على ضرورة إحضار المحجوزات، والتي من خلال الاطلاع عليها سيحصل على براءته، اتهم الذين انتقلوا إلى منزله الذيم عملوا على حجز 15 ميدالية سلمت له من طرف مسؤولين عسكريين أجانب ومن طرف الجهاز الذي يتعامل معه، كما لم تفته الإشارة إلى وسام ادعى انه تسلمه من جنرال صيني. ولم يفت "الكولونيل المزور" التأكيد مرة أخرى على إصراره على جلسة سرية للكشف عن الجهات التي يتعامل معها. وفي السياق ذاته طالب دفاعه بإحضار المحجوزات، كما ادلى نفس الدفاع بفاتورة تثبت أن القصر الملكي تكفل بأداء فاتورة علاج موكله، كما طالب دفاع المتهم من جهة أخرى المحكمة والنيابة العامة مراسلة الجهاز الذي يتعامل معه المتهم للتأكد من الحقيقة، لافتا انتباه القضاء عدم التورط في صراع ما سماه بالأجهزة. وفي رده عن مرافعة النيابة التي التمست الإدانة، قال دفاع المتهم ان كل التهم التي بسببها اعتقل موكله هي وهمية، وأصر على عرض صور لموكله على المحكمة ليتأتّى لها معرفة الأشخاص الذين يوجدون بجانب موكله، لكن القاضي رفض الطلب وان كان في البداية ركز على بعض الصور فقط. وتشير الصور التي أدلى بها دفاع المتهم إلى عدد من الجنرالات من اسبانيا وروسيا ووزير الدفاع الاوروبي وجنرالين مغربين، كما تم عرض صور لسيارات التي كان يستعملها المتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق