الأحد، 13 يناير 2013

جامعة ابن طفيل بالقنيطرة تتحول إلى مخيم للاجئين.. خيام، وقنينات غاز، وقدور للطهي، وإدارة في حالة شرود


منذ ما يزيد عن 60 يوما وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة تعيش حالة من الاضطراب والفوضى والتشويش في مختلف المرافق الحيوية، سواء بالنسبة لكلية العلوم أو الآداب، نتيجة الاحتجاجات المتواصلة لطلبة الكلية ضدا على ما أسموه التسيير والتدبير غير المسؤول، بالاضافة إلى التطبيع مع سياسة المحسوبية والزبونية في قبول ملفات الماستر. وبمجرد القيام بجولة داخل الكلية تلمح حالة من الشرود و الذهول على وجوه الطلبة والموظفين بالكلية، خيام منصوبة أمام عمادة كلية الآداب مؤثتة بقنينات غاز، وقدور للطهي، ولافتات مطالبة بالحق في الولوج إلى سلك الماستر، مع تشميع تام للمدخل المؤدي إلى العمادة.. جولة أخرى كما عاينتها " هبة بريس " لمدخل رئاسة الجامعة يخيل إلى الزائر وكأنه مقترب من سوق أسبوعي يباع فيه الحصير والغطاء والأسرة.. ليكتشف أن الأمر يتعلق باعتصام للطلبة المجازين من كلية العلوم مكثوا فيه ما يقارب ثلاثة أشهر انكسرت خلالها رئاسة الجامعة لتفتح مضطرة مسلكين للماستر، تم توزيع الطلبة المعتصمين فيهما مباشرة دون قيد ولا شرط ولا مباراة، تزامنا مع امتحانات الدورة الخريفية التي تم بدورها تأجيلها مما نتج عنه شلل تام في كل أنحاء الكلية المذكورة بعد أن أعلنت الإدارة تأجيل الامتحانات إلى أجل لاحق، في بلاغ لها تتوفر "هبة بريس" على نسخة منه، لتعود لا حقا وتقرر إجراءه أواخر الشهر الجاري..


آراء طلبة الجامعة في الوضع المأساوي..
حالة الشرود هاته التى عاشها الطلبة خلال الشهرين الماضيين حاولت هبة بريس أن تفهم خيوطها مستفسرة عددا من طلاب كلية الآداب والعلوم، فوقفت من خلال زيارتها على التصريحات التي عبرت مجتمعة عن سوء تدبير وتسيير، تتحمل الإدارة تبعاته بالإضافة إلى نضالات اعتبرها بعضهم مشبوهة وتخدم أجندات معينة خارج الكلية.

إننا تائهون..
الطالب " أنس " بكلة العلوم، عبر عن استيائه وألمه العميق، جراء هاته الأوضاع التي تعيشها الكلية، معتبرا أنه كلما اقتربت به الحافلة من الكلية إلا ويشعر وكأنه يدخل إلى معتقل أو مستشفى، فالأوضاع داخل الكلية لا تشجع على البحث العلمي والتركيز، متذمرا في الوقت نفسه من الاحتجاجات الطلابية قائلا " الطلبة يحتجون من أجل الاحتجاج، الآن لا نعرف إلى أين نمضي، فلا الامتحانات علمنا موعدها، ولسنا ندري هل فعلا تم إلغاء الدورة الاستدراكية عقابا على احتجاجات الطلبة، وهل فعلا سيقاطع الأساتذة الإشراف على الامتحانات لأنه سيصادف أيام عطلة ... إننا تائهون " يقول أنس.


نضال الشبيحة..
أما الطالب " سفيان " الباحث بكلية العلوم اعتبر أن هاته النضالات تقودها " رباعة من الشبيحة لا علاقة لها بالقلم والكتاب والبحث العلمي عموما، مكوثها في الجامعة الغرض منه التأزيم من أجل التأزيم ولاشيء سوى التأزيم، يقول "سفيان" الباحث بإحدى الشعب بكلية العلوم معتبرا أن هؤلاء الطلبة المعتصمون ومن شايعهم من من يسمون بالرفاق القاعديين، مجرد شبيحة وبلاطجة لا توجد لديهم صفة الطالب بله أن يناضلون من أجل الطلبة ..

لا وجود لشيء اسمه الإدارة، وأفكر في نغيير الوجهة..
في السياق ذاته اعتبر " عبدالله " وهو طالب في السنة الاولى بكلية الآداب، أن آماله وأحلامه التي كان يحملها منذ الطفولة في أن يصبح أستاذا في اللغة العربية يبدوا أنها تحطمت على صخرة الواقع المرير الذي وجدت فيه الكلية، صورة أخرى حملتها لسنوات عن الجامعة فوجدت نفسي حالما يقول عبدالله الذي ختم كلامه قائلا : لا وجود لشيء اسمه الادارة في هاته الكلية الحزينة، بحثت عن العميد لأسابيع لأجل تسوية وضعيتي الإدارية فلم أجده ولم أجد ريحه يقول عبدالله لأن الطلبة يحتجزون مدخل العمادة..



أزور الكلية يوما واحدا في الأسبوع..
بهاته العبارة افتتحت " سناء " كلامها وهي تدلي لهبة بريس برأيها حول أوضاع الكلية، قائلة : قضيت في كلية الآداب مايزيد عن سنتينن، ولم أشعر بدوخة الرأس التي شعرت بها خلال هاته السنة، فلا أفهم كيف أصبح إخلاء الكلية وإقفالها قرار سهل يتخذ في حلقية تضم حوالى 40 طالبا من أصل 14000 طالب، وفي السنة الماضية تم حرمان طلبة الكلية من اجتياز مباريات التوظيف لأنهم تأخروا في امتحاناتهم.. لهاته الأسباب صرت أتردد على الكلية يوما واحدا في الأسبوع، أوفر جهدي، ووقتي، ومالي، مادام الحال بهذا العبث..

الإدارة تخلي الساحة..
أين هي الإدارة ؟ أين هي العمادة بأطرها وموظفيها ؟ أين هو دورهم في حل هاته المشاكل المرتبطة بالتسيير ؟ أم أن دورها يقتصر على الإمضاءات والمصادقة على التقارير تقول " مريم " الطالبة بشعبة الدراسات الإسلامية بذات الكلية بنبرة غاضبة مضيفة أن هذا الإخلاء المتعدد الذي قام به الطلبة لمرافق الكلية، سبقه إخلاء لموظفي الكلية في شخص عمادتها، عندما أخلت الساحة ولم تفكر في حل الأزمة وراهنت على مرور الزمن، الذي أتى على حساب تكويننا وجيبنا..

النقابة الديمقراطية للتعليم العالي تحذّر..
من جهته أصدرت النقابة الديمقراطية للتعليم العالي بيانا لها تتوفر هبة بريس على نسخة منه أدانت من خلاله الأشكال النضالية التي يقودها الطلبة المجازون، محملة إياهم مسؤولية ما تؤول إليه الأوضاع داخل الكلية منبهة على احترام المرافق العمومية للكلية التي هي ملك لكل الطلاب على حد تعبير بلاغ النقابة..
ولحد كتابة هاته السطور لا زالت كلية الآداب تعيش حالة من الترقب والتوتر، خاصة وأنها مقبلة على امتحانات الدورة الخريفية بالنسبة لطلبة الدراسات الأساسية الاثنين المقبل، وهو التاريخ الذي يقابله توعد من الطلبة المجازين بالتنسيق مع فصائل يسارية بإخلاء الكلية، وعدم السماح باجتياز الامتحانات حتى تحقيق مطلبهم المتمثل في الولوج إلى سلك الماستر، ما يقابله رفض شديد من طرف مجموعة من " الطلبة المستقلين" الذين أعلنوا تشكلهم لمواجهة كل إخلاء مزعوم للكلية، معتبرين في لقاء لهم مع "هبة بريس" أنهم لن يسمحوا لأحد بتحديد مصيرهم أوالتلاعب بمستقبلهم قصد تحقيق مطالب فئوية يقول الطلبة المستقلون.
هذا وقد حاولت هبة بريس أخذ وجهة نظر الإدارة في أوضاع الكلية، إلا أن هاتف مسؤول بالجامعة ظل يرن دون مجيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق